Skip to content

لحالي أحلالي: المتعة الفردية ولا المتعة مع شريك؟

مدة القراءة: 8 دقائق

الليل، وسماه، ونجومه، وقمره، وسهره، وإنت وأنا … والمتعة تالتتنا.

بنسمع لأم كلثوم، وبنتطلع على صور الـ (crush) وبنسرح … ناطرين اليوم اللي رح تتحقق فيه الليلة، بألف ليلة وليلة … للحظة اللي بتجي فيها. 

وهديك اللحظة بتقرر الطريق لكتيرين مننا، لما بنكتشف شو يعني الحميمية، وشو يعني أنه نكون مع شريك/اء … شو يعني اللمسة، وشو هي المتعة؟ وهل بتختلف عن المتعة اللي اكتشفناها لوحدنا بدون ما حدا يشوفنا؟

المتعة واللذة موضوع شائك بالمجتمعات العربية، خاصة بالنسبة للنساء … وهاد بسبب كترة العوامل اللي بتدخل بتشكيل صورة المتعة. بهاد المقال رح نركز بشكل أساسي على تجارب النساء الغيريات في المجتمعات العربية مع المتعة اللي بيختبروها مع أنفسهن خلال الإمتاع الذاتي، مقابل المتعة اللي بيختبروها مع شريك/اء خلال الجنس. 

بالنسبة لبعض النساء؛ بتكون المتعة اللي بيكتشفوها لوحدهن مماثلة للمتعة اللي بيختبروها مع شريك/اء، أما غيرهن فممكن يكتشفوا مستوى جديد من المتعة لما بيكونوا مع شريك/اء، وبتكون مختلفة ومتجددة عن اللي عرفوه.

وفي كمان نسبة من النساء الغيريات بيستمتعوا بممارسة الإمتاع الذاتي بدرجة أكبر من ممارسة الجنس مع شريك/اء، لدرجة أنه 50% منهن بحسب دراسة انتشرت عام 2016 ما بيوصلوا للنشوة أثناء ممارسة الجنس مع شريك/اء (حتى مع وجود تحفيز خارجي للبظر) وإنما بممارسة الإمتاع الذاتي!

إذا كنت بتتشاركي مع الفئة التالتة، فأولاً: اتطمني، إنت مش لحالك. 

وإذا كنتِ مانك مرتاحة مع هاي المعادلة وحابة تغيريها ليكون الجنس مع الشريك/اء ممتع ومرضي بنفس الدرجة اللي بيرضيكِ فيها الإمتاع الذاتي اقرأي هاد المقال للآخر

لكن قبل ما نبلش نكتشف الحلول، تعالي معي نتعرف على الأسباب وليش بعض النساء بيختبروا هاد الاختلاف في المتعة ما بين الجنس الفردي والجنس مع شريك/اء؟

1-لحالي أحلالي، أريحلي وأمتعلي

الإمتاع الذاتي بيخلق حالة نفسية مناسبة تماماً لإستكشاف المتعة والوصول للنشوة، لأنه ببساطة؛ خلاله بنكون بنفكر باللي بيبسطنا وبيثير شهوتنا، بدون وجود أي شخص حوالينا، وهاي الحالة بتخلينا مرتاحين، مسترخيين، ومتهيئين لاستقبال المتعة.

وطالما نحنا لحالنا ومافي ناس تانيين، فـ (قلق الأداء) أو حتى القلق اللي بيصاحب عدم الارتياح من شكل أجسامنا، أو شكل منطقة معينة من جسمنا بيختفوا.

وبنكون وقتها قادرين نخلي تركيزنا على المتعة فقط .. لهيك ممكن نوصل للنشوة أسهل، وأسرع، وحتى ممكن بشدة أكبر مع الإمتاع الذاتي.

2- بواجه صعوبة بالاستمتاع بشيء علموني كل عمري أنه عيب

كمية الـ (أوعى – عيب – مابصير) يلي بنسمعها ونحنا بنكبر عن الجنس وبالأخص كنساء،  ممكن تخلق جواتنا شوي شوي حدا بينفر من الجنس وبيخاف منه. 

في نسبة كبيرة من النساء بتكبر وبتوصل للحظة اللي بدها تتزوج فيها (ممكن كتير تكون أول مرة حميمية إلهن مع شخص تاني بالمجتمعات العربية هي يوم الزواج) بدون ما تكون بتعرف أي شي عن جسمها، أو متعتها الجنسية لأنه ببساطة ماحدا خبرها، وخافت أنه تكتشف لوحدها.

وفي غيرهن بيكتشفوا أجسامهن لحالهن قبل الزواج (أو أول تجربة جنسية مع شريك/اء) وبيحاولوا يتعلموا عن اللي بيستمتعوا فيه شوي شوي، ويبنوا علاقة مع المتعة والنشوة، لكن بيكون صعب عليهن أنه يشاركوا هاي المشاعر ويطلعوها قدام شريك/اء، حتى يضل شايفهن “قطة مغمضة”  لأنه التقاليد والثقافة اللي كبرنا عليها بتوصم النساء اللي عندهن معرفة جنسية وبتعاملهن وكأنهن أقل درجة على سلم (الشرف)، ولتتجنب النساء هاد الوصم ممكن تفضّل تلبس قناع “القطة المغمضة” على أنها تعيش متعتها الجنسية. 

وهاي المفاهيم اللي بتشكّل ثقافتنا عن الجنس، واللي بتكبر معنا وبنشوفها وين ما رحنا، سواءً بأحاديث الجارات اللي دايماً عنا رعب من أنه (يحطونا بالمقلاية)، أو حتى بالدراما والسينما اللي بطّلنا نشوف فيهن نساء مستمتعات بالجنس أو برغبتهن وصرنا نشوف بدالهن مشاهد التحرش والتعنيف. 

أو حتى بالرقابة اللي بتقوّم الدنيا على غنية بس لأنه فيها إيحاء عن جنس رضائي ورومانسي، وبتساعد بالمقابل على انتشار أغاني تانية مليئة بالعنف ضد النساء متل أغاني أنتو عارفين مين. 😏

أو يمكن ماتعرفوا .. لأنهم كتار 🤦‍♀️

 هاي الثقافة بتشكل الصورة اللي بأذهاننا تجاه الجنس، وبدورها كمان بتساهم بتشكيل علاقاتنا الجنسية وشكلها ومشاعرنا تجاه الجنس وتجاه الشريك/اء. 

3-فاهمين متعة النساء غلط!

سواء كان بالأفلام الجنسية أو حتى الرومانسية اللي بتورجينا النساء بتوصل للنشوة خلال دقائق من الجنس الإدخالي (إدخال القضيب بالمهبل) فقط بدون أي تحفيز تاني. 

غير عن “الثقافة” الجنسية المنتشرة بالمجتمع واللي بيكون مصدرها شائعات تداولها الناس وساهموا بانتشارها لكن بدون ما يكون إلها مصدر علمي أو حتى مثبت بالتجربة 😅، وفهّمتنا بشكل أو بآخر أنه النساء ممكن تمارس الجنس فقط لإسعاد شريكها، واحتماااال لو كانت محظوظة إنها تنبسط فيه. 

لكن بنكتشف بالتجربة فجأة أنه الإدخال المهبلي لوحده ما بيخلق كل هاي المتعة، وممكن كتير أنه ما يوصلنا للنشوة، وقتها بننصدم وبنفكر أنه المشكلة فينا! 

واحتمال كبير كمان أنه تبدأ وقتها رحلة تزييف الآهات والنشوة، لتزيد الطين بلة! 

لأنه هون مش بس ما بتكوني بتستمتعي، لأ كمان بتعطي فكرة للشريك/اء أنك بتستلذي وتستمتعي باللي بيقوموا فيه، الشي اللي رح يخليهم يستمروا بالقيام بنفس الأفعال ليحافظوا على متعتك (المزيفة).

وهاد السبب مع قلة المعرفة الجنسية الصحيحة، بيخلي فيه نسبة كبيرة من الرجال ما بيعرفوا أنه الجزء الأساسي بمتعة النساء هو البظر والنهايات الحسية الموجودة فيه، وفي نسبة تانية بتعرف، لكن ما بتعرف كيف تتعامل معه … وفي أفراد تانيين بيفكروه قرص دي جيه DJ، أو جرس باب مثلاً … لأنهم ما متعاملين معه من قبل، أو ما حدا وجّههم.

والحقيقة أنه حتى لو في حدا موجههم من قبل لطريقة مداعبة البظر، فممكن هي الطريقة ما تكون ممتعة بالنسبة إلك لأنه متعتنا وتفضيلاتنا بتختلف باختلافنا كأفراد، ومش كلنا بننبسط أو بنُستثار بنفس الطريقة.

وبتزداد المشكلة أكتر لما النساء بتقرر تتجنب الحديث (غير المريح) عن متعتها فبتتحفظ عن التواصل الواضح عن متعتها … ووقتها يا إما بتتخلى عن المتعة والنشوة أو بتختار أنها توصل للنشوة بنفسها بدون مشاركة أو مساعدة.

4- ماعندي وقت، خلّصني!

بمنتصف اليوم وضمن جداولنا وزحمة يومنا، بتدق الرغبة، وما بيكون فينا إلا أنه نجاوب. وبالرغم من أنه ممكن وقتها تكوني بأقصى حالات اشتهائك للشريك/اء، ورغبتك بأنه تكوني معه، إلا أنه على أرض الواقع بتختاري أنه (تعمليها لحالك) لأنه أسرع وأخف سئلة (بتحتاج مجهود أقل).

مين عنده وقت هلأ يخلق جو ويتواصل مع الشريك ويبني هاي الاستثارة معه أو معها؟ (بتتسائلي بينك وبين نفسك) بين مواعيد الأولاد ببداية اليوم والميتنغ يلي ناطرك بعد ساعتين، والمشاوير اللي صرلك فترة بتأجليها؛ بيكون الحل أنه تعمليها لحالك وتخلصي بسرعة فأنت بتعرفي تماماً إيمت ووين وكيف تلمسي نفسك، وكيف توصلي للمتعة ومانك مضطرة تشرحيهم كلهم لحدا هلأ … وهاد كمان مش غلط، خاصة إذا أنت مرتاحة فيه وحاببتيه. 

لكن لما بيتحول هاد الطقس لعادة وبتصيري حتى لما يكون معك شوية وقت، بتستسهلي، وبتختاري أنك ما تستثمريه ببناء هاد الـتواصل (Connection) مع شريكك/ شركائك فممكن وقتها يصير الموضوع على المدى الأبعد يزعجك أو يحسسك بالبعد عن الشريك/اء.

هاي كلها شوي صغيرة من الأسباب اللي ممكن تخليك تختاري الجنس مع نفسك على الجنس مع شريكك، حتى لو كنت عندك رغبة تجاه الشريك/اء ولسا بتنجذبيله، وأكيد في أسباب تانية كتيرة كمان، لكن هلأ؛ تعالي نحكي بشوية طرق ممكن تساعدك لتحظي بجنس أفضل وأمتع مع الشريك/اء يرقى لـ أو حتى بيسبق متعتك لما تكوني لحالك!

1-النصيحة اللي ما بملّ منها: التواصل الفعال هو مفتاح كل شيء

لا تتوقعي من شريكك/شركائك أنهمن يفهموا كيف يلمسوكِ، أيمت يلمسوكِ أو وين لحالهم وبدون توجيه منك. فحتى لو كان عندهمن خبرة جنسية سابقة، لازم يكون عندهمن خبرة فيك أنتِ لحتى يكونوا قادرين وقادرات على إمتاعك. لأنه كل شخص بيختلف عن التاني بالطريقة اللي بيستمتع فيها واللي بيوصل فيها للنشوة، باللمسات اللي بيحبها واللي ما بيحبها، بالشدة  اللي بيحبها باللمسة وبكل تفضيلاته/ا الجنسية الجسدية أو حتى النفسية؛ متل الحكي الجنسي  (dirty talk) مثلاً أو خلق أجواء معينة متل تمثيل الأدوار (Role Play). 

لهيك لا تخجلي من أنه تتواصلي بشكل واضح مع شركائك عن اللي بيبسطك، وتوجهيهمن.

ممكن تحكوا بالموضوع قبل ما تمارسوا الجنس، وتكون فرصة لتحكيلهمن عن اللي بتواجهيه وكيف بيخليكِ تحسي .. وممكن حتى خلال الجنس توجهيهمن ليلمسوكِ بطريقة معينة أو بسرعة معينة … 

وتذكري أنه الهدف من العلاقة الجنسية هو متعة كل الأطراف المشاركة فيها، فـلا تحطي متعتهمن أولوية عن متعتك..

2-مش غلط تخصصوا وقت خاص بالمتعة والجنس واكتشاف بعضكمن

بالوقت اللي كل الناس مشغولة فيه طول الوقت ومش بنلاقي وقت لشي فـ بنصير نعمل كل شي على عجلة. بنوقع بفخ ضيق الوقت وبنصير حتى بوقت ممارسة الجنس على عجلة وبس بدنا نخلص. 

لهيك تخصيص وقت خاص بالمتعة، ممكن يساعدكمن ليكون عندكمن المساحة من ناحية الوقت وكمان تكونوا متهيئين نفسياً وجسدياً للحميمية والتكشّف والاستكشاف.  🥰

3- اعزمي الشغلات اللي بتستمتعي فيها لحالك لعلاقتك وإنت مع الشريك   

لما بتكوني بلحظة حميمية مع شريكك/شركائك، ركزي على متعتك وعيشي اللحظة متل ما هي. ممكن تبدأي بأنه تمارسي الحركات اللي بتحبيها لما تكوني لحالك بس هلأ وأنت مع الشريك/اء، وهيك بتستمتعي بنفس الطريقة ولكن بوجوده/ا، وممكن بعد شوي وبالتجربة يتعلموا شركائك يوصّلوك لهاد المستوى من المتعة، أعطيهمن وقت، وأعطِ لنفسك الوقت وما تنسي تركزي على متعتك واستمتاعك باللحظة.

وإذا حسيت أنه في شي بيشتتك أو أنه عقلك بيروح لمكان تاني خلال اللحظات الحميمية، ركزي على واحد من حواسك بشكل أساسي ليرجعك للحظة مرة تانية سواء بالقبل، باللمس، أو حتى بالهمسات … حاولي تفعّلي حواسك كلها لتكون موجودة معك بهاي اللحظة وتمنع تشتتك.

المهم أنك تكوني أنتِ بكل حواسك، موجودة باللحظة!

الخلاصة

رحلتنا مع المتعة مستمرة ومارح تنتهي، وشكراً لمجتمعاتنا؛ في عقبات كتيرة بالطريق لنوصل لمكان بيرضينا بعلاقاتنا الجنسية مع أنفسنا و حتى مع شركائنا. تذكري دائماً أنه الرحلة طويلة، ورح تاخد مجهود واستكشاف، لكنها كمان حلوة وبتستحق أنه تعطيها وقتها.

فالمتعة مابتجي بكبسة زر، وحلاوتها أنه ما تجي بكبسة زر.

أما هلأ خدي نفس، وفكري بالموعد الحميمي الجاية: كيف حاببتيه يكون؟ 

جيبي ورقة وقلم وبلشي تخطيط! 

مصادر:

  • Marianne Brandon, Ph.D., 2021, Psychology Today, Five Reasons You Prefer Porn to Sex with Your Partner, Available at: Link, Accessed on 21 August 2024
  • Stephanie Watson, 2021, WebMed, 12 Tips for Better Sex, Available at: Link, Accessed on 21 August 2024
  • Arielle Tschinkel, 2018, Business Insider, 17 reasons you might not be enjoying sex,  Available at: Link, Accessed on 21 August 2024
  • Tatyannah King, 2023, Mashable, Why you can orgasm from masturbation but struggle to come during sex, Available at: Link, Accessed on 21 August 2024
  • Dame, 2022, Why Some Women Prefer Masturbation to Partnered Sex, Available at: Link, Accessed on 21 August 2024

كتابة: