“كاسيات عاريات” … كدة كان أبويا بيقولي لما كنت ببقى خارجة رايحة المعهد، اكيد قبل ما يقولي … “روحي غيري هدومك قبل ما اكسرلك وشك.”
لما كنت صغيرة مكنتش عارفة يعني ايه الكلمة دي ؟ يعني إيه كاسيات عاريات؟
سألت خالتي.. خالتي كانت بتشتغل في الخليج ولسة راجعة في اجازة الصيف ، فجاوبتني خالتي انه في حديث للرسول محمد بيقول فيه انه في صنفين من الناس مش هيروحو الجنة مهما عملوا ، من الصنفين دول هن النساء الكاسيات العاريات.
“ونساء كاسيات عاريات مائلات مميلات رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها، وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا” زي ما قال الحديث .
قولتلها طب يعني ايه كاسيات عاريات؟ قالتلي دول البنات الي بيلبسوا ثياب رقيقة، ما تسترش يعني، بتبين تفاصيل الجسم.
استغربت وقولتها طب ليه الحديث موجه للنساء بس ،هم الرجالة مش بيلبسو jeans بردو ؟ ضحكت وقالتلي : هم الرجالة عندهم عورة عشان يستروها؟
افتكرت ساعتها اني في درس التربية الإسلامية كان الأستاذ متأثر جدا بالفكر الاخواني ، كان قدوته في الحياة حسن البنه ، اللي في رأيي هو واحد ذكوري، متشدد هو الي بنا أول الأفكارالظلامية، افكار الخلافة الحديثة والدولة لازم تكون بتطبق الشريعة وكدة. الأستاذ دا كان عايزنا كلنا نبقى حسن بنه صغيرين ، فكان في يوم بيتكلم على عورة المرأة ، انه المرأة عورة كلها بس محتاجة يظهر من جسمها عين واحدة بس عشان متخبطش في حيطة وهي ماشية..
دا الفكر الوهابي الي كان منشور ساعتها في الخليج واللي خالتي كانت متأثرة بيه جداً. فكانت دي فكرتي عن العورة ، فربطت مع كلام خالتي وفهت قصدها .
كنت لسة بدور الفكرة في دماغي فقالتلي: “ربنا يهديكي يا بنت و تستري عورتك انتي كمان زي بنت خالتك.”
كانت بنت خالتي، سارة، سعتها عندها ٥ سنين وكانت فعلا لابسة الحجاب الشرعي. كانت بتصعب عليا جداً ،ازاي بتجري مع اصحابها وهي لابسة الجلباب وتقع واصحابها بيضحكوا عليها! بصراحة كانت بتصعب عليا بردو عشان ماكنتش مقررة انها عايزة تبقى كده ، بس كبرت سارة وفضلت لبسة الحجاب الشرعي وانا لا. عمرنا ما تكلمنا في الموضوع لحد ما في يوم كانت خالتي بتشتكي لأمي: انتي شايفة سارة بتقول ايه على الفايسبوك ؟ عايزة تبقا كافرة! قال ايه عايزة تبقي فيمينست بتدافع علي البنت الي ابوها قتلها عشان قفشها مع حبيبها. مش عارفة اعملها ايه والله ، شلتلها الفايسبوك و منعت عنها الخروج و مش نافع .
انصدمت سعتها … كنت انا في الفترة دي بقرأ لنوال السعداوي ومتأثرة بيها جداً بس ماكنتش بتكلم مع حد في الموضوع دا عشان بخاف يضربوني.اتصدمت أكتر لما سارة ردت على خالتي وقالتلها : هو ايه يعني لما ابقى فيمينيست، هو مين الي قلك انه كفار؟ لا عادي ممكن ابقى فيمينست و مسلمة عادي ، ايه المانع ؟
مسمعتش وقتها رد خالتي بصراحة عشان مخي كان واقف في حتة ان سارة بقت فيمينيست….ازاي تبقى فيمينيست و هي لابسة الحجاب الشرعي ؟ا هو اصل الي بيلبسوا الحجاب الشرعي عن قناعة، بيبقوا مقتنعين انه المراة عورة وانه لازم تتغطى عشان الرجالة متطمعش فيها ، وانه هم من حقهم يتجوزوا اربعة والستات لا ، و انه هو من حقه يكون عنده جواري اصلا ، عبيد يعني .
طب دا عكس الفمينسم في كل معانيه ، ازاي تبقا محجبة مقتنعة انه هي عورة (و دا التفسير الوحيد لضرورة لبس الحجاب) وتبقى مقتنعة انه الرجالة والستات عندهم نفس الحقوق ؟ طب وللذكر مثل حظ الانثيين وما مالكت ايمانكم ؟ واضربوهن ؟ والحجاب ؟
المهم، سألت سارة عن الاحكام دي في الإسلام واحد واحد. سارة ردت عليا … هحكلكم ردت ايه المرة الجاية.
رسومات: نوران